الاثنين، 1 أغسطس 2011

رمضان 1432هـ رُكُودٌ أَمْ رُكُوْعَ الحلقة الاولى


(انفراج ،،، هدوء ،،، أم اتساع للأزمة)
موضوع من ثلاث حلقات
(أول رمضان – منتصف رمضان – آخر رمضان)
(رحمة ـــــــــ مغفرة ـــــــــ عتق)

الحلقة الأولى (الرحمة)
سأبدأ الموضوع بوصف لرمضان قاله أمير الشعر والنثر أحمد شوقي والذي سيستند عليه موضوعنا من خلال عكس الوصف على الواقع اليمني ومجتمعة:

"الصَّوم حرمان مشروع ، وتأديب بالجوع ، وخشوع لله وخضوع ، لكل فريضةٍ حكمة ، وهذا الحُكْمُ ظاهره العذابُ وباطنه الرحمة ، يستثير الشفقة ، ويحضُّ على الصدقة ، يكسرُ الكِبْر ، ويُعَلِّمُ الصَّبر ، ويَسُنُّ خِلاله البِر ، حتى إذا جاع من ألِفَ الشّبع ، وحُرِم المُتْرَفُ أسبابَ المُتَع ، عرف الحِرمَانَ كيف يقع ، والجوعَ كيف أَلمه إذا وقع".

تعيش بلادنا ومنذ أشهر والتي وصلت إلى نصف عام تقريباً أزمة خانقة تعصف بكل مستويات وطبقات المجتمع وكذا بكل مقدرات البلد مما اثر بشكل كبير وأفرزت سلوكيات غير سوية هي:
·       إيذاء الناس والطرق
·       الكذب
·       الإزعاج
·       العناد والمكابرة والمكايدة
·       الحقد
·       التفكك المجتمعي والأسري
·       القتال بين الناس من اجل العيش
·       التلاعب باحتياجات المواطن من المواد والخدمات الأساسية

وغيرها الكثير من الأمور الأخرى والتي تنبئ عن فقدان الرحمة لدى الكثير من الناس خلال الشهر الفضيل متناسين أن  "من لا يَرحم لا يُرحم".

إن شعبنا ومجتمعنا اليمني عرف على مدى سنوات طويلة بالتآلف والتراحم أثبتتها الكثير من الوقائع والأزمات، إلا أن الملاحظ الآن بان هناك يد تلعب في هذه النقطة الحساسة وتريد إزالتها لأنها مصدر قوة اليمنيين.

ورمضان يعتبر من الأشهر الأكثر حضوراً لهذه الخاصية لدى الشعوب الإسلامية ومنها اليمن بشكل خاص جداً... فهل ياترى سنحافظ عليها أم ماذا؟

إن الأزمة الحالية تتطلب من كافة الأطراف المتنازعة أن تنظر بعين الرحمة في هذا الشعب المسكين والذي يتم حالياً برمجته بقواعد وسلوكيات جديدة ليست من أعرافنا أو تقاليدنا أو شريعتنا.

وعودة لوصف رمضان من قبل الشاعر احمد شوقي نرى بأنه ذكر ما يتنافى مع الإفرازات التي أُبتلينا بها وسأضعها هنا في جدول للتبيان والوضوح:
سلوكيات حسنة
سلوكيات سيئة
الرحمة
التفكك الأسري والمجتمعي وانتشار الكذب
الصدقة
إيذاء الناس والطرق والإزعاج
التواضع
الكِبْر والعناد والحقد
الصبر
المكايدة
ومما ينتج عن هذه السلوكيات السيئة في الأخير هو التلاعب باحتياجات المواطنين والقتال بين الناس من اجلها.

في نهاية الحلقة الأولى نأتي إلى تعريف عنوان الموضوع من خلاصة ولب الموضوع المطروح:
ترى هل سيكون هذا الشهر شهر ركود في الأخلاق والرحمة بين الناس أم سيكون شهر ركوع وعودة إلى الله ومحاسبة النفس للحفاظ على ما تبقى لنا من الرحمة لننال رحمة الله في أول رمضان وتكون سبباً لانفراج الأزمة ومنع توسعها.

إنني أناشد كافة علماء اليمن والذين لم نسمع لهم كلمة واضحة ، أن يفيقوا ويؤدوا ما عليهم من أمانة العلم وزكاتها بوعظ الناس وحثهم على التآخي والمحبة والألفة والرحمة.